حنين عزيز- جدة
يتعامل الكثير من الناس مع البكتريا كعدو لدود, فيتخلص منها بشتى الطرق والوسائل, وهو بهذه الفعله يضعف دفاعاته بدون رحمة .
تؤكد الأبحاث الحديثة على أهمية استضافة بعض أنواع الميكروبات والبكتريا في أمعاءنا, كونهم ضيوف مرحب بهم ونافعين في حياتنا, بل ذهب بعضهم إلى أن المقولة الشعبية, أنت ما تأكله غير واقعية, وأن المقولة الحكيمة هي أنت ما تستضيفه أمعاؤك من ميكروبات, فهناك أنواع من الميكروبات تشاركك في حرق السعرات, وأنواع أخرى تساهم في الإحتفاظ بالدهون, ربما كان هذا هو الفرق بين شخصين يأكلان نفس الكمية والنوعية من الطعام, فيسمن أحدهما ولا يزداد الآخر إلا رشاقة وحيوية, فالسمنة ليست سعرات وهرمونات فقط, بل هناك عوامل متشعبة كلما سيطرنا عليها, إزدادت سيطرتنا على أوزاننا.
في دراسة حديثة نشرت مؤخرا أكد الباحثون أن بكتريا الأمعاء لها تأثير واضح على وزن الإنسان ورشاقته, فقد قامو باستزراع بكتريا من أمعاء البدناء في أمعاء مجموعة من الفئران, واستزراع آخر لبكتريا من أمعاء قليلي الوزن, لمجموعة اخرى من الفئران, وقد تفاجأ الباحثون بأن الفئران التي زرعت في أمعاءها بكتريا البدناء زاد وزنها وتجمعت الدهون في جسدها, أما المجموعة التي زرعت في أمعاءها بكتريا أشخاص قليلي الوزن, فلم تكتسب الوزن سريعا برغم أنها تناولت نفس كمية السعرات التي تناولتها المجموعة الأولى, نتائج الأبحاث تشجع على انتاج علاجات بروبيوتيك غذائية لعلاج والوقاية من السمنة.
يبين هذا البحث مع أبحاث أخرى في ذات الموضوع أن الجينات الميكروبية المتنوعة في القناة الهضمية لها تأثير على وزن الجسم, وأن الغذاء العالي الألياف مثل الفواكه والخضروات يعزز من هذا التنوع الجرثومي, لكن في هذه الدراسة تحديدا بينت أن نقل الميكروبات من الأمعاء مباشرة إلى أمعاء أخرى من الممكن أن تنقل معها صفات الشخص الحامل للميكروب من الرشاقة أو البدانة, فالفئران قليلة الوزن زادت في أمعاءها الميكروبات التي تقي من تراكم الدهون في الجسم.
من حسن الحظ أن اللقاحات البكتيرية أصبحت أملا جديدا لعلاج مرضى السمنة, وقد تصبح بديلا كافيا للجراحة في يوم ما.
تمد البكتريا في أمعاء الإنسان جسمه بالأنزيمات اللازمة لامتصاص العديد من العناصر الغذائية وتكوين بعض الفيتامينات وتمثيل الطاقة من الغذاء, ومنذ بدأ المزارعون في امداد ماشيتهم ودواجنهم بالمضادات الحيوية, التي تقتل جميع البكتريا النافعة والضارة حتى بدأت أوزان البشر تضاعف, كيف لا يحدث هذا وقد وجد العلماء أن الفئران التي تربت على بيئة خالية تماماما من الميكروبات تصبح أكثر قابلية لإكتساب الوزن, بسبب عدم وجود هذه البكتريا الصديقة.
كيف نساعد أمعاءنا على اكتساب الميكروبات الصديقة, لنحافظ على أوزاننا وصحتنا؟
عمل البكتريا الصديقة داخل الأمعاء لا يقتصر على السمنة والرشاقة, بل هو عمل واسع يشمل القضاء على البكتريا الضارة والوقاية من الكثير من الأمراض ابتداءا من الإمساك وانتهاءا بالسرطان, لا سمح الله. ومن هذا المنطلق كان من الواجب علينا الإهتمام الفعلي بتوفر هذه الأنواع من البكتريا داخل الأمعاء.
1. تناول اللبن الرائب واللبن الزبادي, وجميع أنواع منتجات الألبان المتخمرة, فقد أكدت الدراسات أن الألبان المتخمرة تمد الأمعاء بأنواع جيدة من البكتريا التي تساعد على هضم الطعام وتمريره سريعا إلى الخارج, دون الحاجة إلى تخزينه فترة طويلة بالجسم
2. تناول الزبادي الذي تصنعه بنفسك, أكثر ضمانا لوصول البكتريا النافعة إلى الأمعاء, لأن بعض المصانع تستخدم بعض الطرق القاسية لتصنيع الزبادي تكفي للقضاء على أي نوع جيد أو سيء من البكتريا
3.إذا اضطررت لتناول كورس من المضادات الحيوية, فأنت بحاجة ماسة إلى إدخال منتجات الألبان المتخمرة إلى غذائك لتستعيد البكتريا الصحية قوتها وتساهم أيضا في قتل البكتريا الضارة
4. بعض الأسواق العالمية أدخلت إلى منتجاتها الغذائية أنواع نافعة من البروبيوتيك نجدها مكتوبة في العبوات, وهي مفيدة في هذا المضمار
5. تم تصنيع أنواع من البروبيوتك كمكملات غذائية على شكل كبسولات تماما كالفيتامينات والمعادن.
الدراسات
nature.com
الصورة
precisionnutrition.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق