أخبار التغذية الحديثة: كورونا... لمواجهة مناعية جريئة… تحديث

حنين عزيز- جدة

تتناقص نسبة وفيات مرضى كورونا من دولة الى أخرى برغم تزايد حالات الإصابة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الشفاء من كورونا ليس بمستحيل ، فما الذي يجعل البعض يشفى والآخر يموت؟ ببساطة هي قدراتهم المناعية..

دعونا نتمسك بصحتنا وبوعينا الصحي، فليكن هدفنا البقاء على قيد الحياة بصحة أفضل ومناعة اكثر صمودا لما تبقى من عمر.

80% هي النسبة التقريبية للناجين من كورونا، لم يعرف عن شفاءهم سر سوى قدراتهم المناعية على مواجهة الفايرس، الكثير من الفيروسات تموت حينما تواجه قوة الإنسان المناعية، ومع ذلك تنال الفيروسات دائما من أصحاب المناعة الضعيفة من الأطفال والشيوخ أو حتى الشباب المصابين بالأمراض المزمنة أو قليلي المناعة.

كيف أقوي مناعتي لمواجهة الفيروسات والبكتريا أو حتى السرطانات لا قدر الله؟

أولا وفّر مناعتك:

الإلتهابات البسيطة والجروح والتعرض المستمر للغبار وقلة النظافة الشخصية والإجهاد الجسدي والنفسي والتوتر وقلة النوم والأمراض المزمنة كلها أمور تستنزف مناعتك التي تحتاجها لمواجهة الفيروسات الأكثر خطورة.

إحذر من فقر الدم:

تضعف المناعة دائما نتيجة لفقر الدم، ويصبح الجسم صيدا سهلا لهجوم للفيروسات والبكتريا، احرص على تناول اللحوم الحمراء والعسل الأسود والبنجر والتمر والتين، كل هذه الأغذية أغنى ما تكون بالحديد وحامض الفولليك وفيتامين الكوبالامين، وهذا مايدعم تصنيع كريات الدم الحمراء بشكلها السليم.

والحذر كل الحذر من تناول المنبهات والعلاجات المسكنة للألم المحتوية على الكافيين قبل او بعد هذه الأطعمة مباشرة، لضمان وصول الحديد إلى الدم بدون عوائق.

بعض حالات فقر الدم لاتكون غذائية مثل مرضى الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، لذلك فإن المتابعة المستمرة لحالتهم والبقاء في معزل عن مصادر الأمراض تبقى أكثر أهمية من مجرد تغيير نمط غذائي.

فيتامين ج يعرض خدماته:

يتصدر فيتامين ج قائمة طويلة من الفوائد الصحية للجسم ولتحصل على مناعة أفضل لمقاومة الأمراض فإن فيتامين ج يقدم خدمات بارزة في هذا المجال.

كلما كنت سخيا في تناول فيتامين ج من الطعام كلما كان فيتامين ج تحت الخدمة، نحن بحاجة إلى دعم يومي من هذا الفيتامين، لأن جسم الإنسان لا يستطيع تخزينه، إبحث عن الكرز الهندي فهو غني جدا بهذا الفيتامين، حيث يعطي 100جرام من الكرز الهندي 500ملغ من فيتامين ج، وهذا مدد رائع للمناعة، لكن لا تقلق إذا لم يتوفر الكرز الهندي في بلدك، فهناك بدائل على كل حال، وبإمكانك الحصول على 500 ملغ من الفيتامين عن طريق تناول المزيد من الثمار الغنية بالفيتامين وأفضل الثمار في هذا المجال الفلفل الأحمر بنوعيه الحار والبارد، البقدونس، الكيوي، البروكلي، البابايا، الفراولة، البرتقال والليمون، الأناناس.

الحصول على فيتامين ج من أقراص المكملات الغذائية أسهل لكنه ليس بالأفضل، فتناول الفتيامين عن طريق الفواكه والخضار يمد جسدك بجيش من مضادات الأكسدة الصديقة والتي تدعى بالبوليفينولات، والتي تحارب الجذور الحرة وتحافظ على شباب الخلايا لأطول فترة من العمر، وستلاحظ ذلك على بشرتك ومظهرك وليس فقط على مناعتك.

تنصح منظمة الصحة العالمية بحد أدني من فيتامين ج وهو 60 ملج يتوفر في ثمرة برتقال او ليمون واحدة، ومع ذلك تنصح بتناول مالا يقل عن 5 أنواع من الخضر والفاكهة المنوعة الألوان بشكل يومي وهذا ما يمد بما لا يقل عن 300 مل من فيتامين ج، وهكذا تضمن توفير كمية افضل من فيتامين ج للصحة العامة.

الزنك الخادم الغاضب:

بنظرة خاطفة على الكثير من سكان الشرق الأوسط، نشاهد حالات بسيطة إلى حادة من نقص الزنك، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على سلامة المناعة.

التقزم وقصر القامة هي أكثر الدلائل إشارة إلى نقص معدن الزنك، كما أن بطء إلتئام الجروح والإصابة المتكررة بنزلات البرد والتهاب الأذن والجهاز التنفسي السفلي والربو وحتى الأمراض الجلدية من صدفية وأكزيما وحب الشباب، فضلا عن المشاكل العقلية من فرط نشاط وضعف الإنتباه، كل هذه الأعراض تشير إلى نقص وعوز إلى معدن الزنك، يعبر هذا المعدن عن نقصه في صورة غاضبة جدا، خصوصا في المراحل المبكرة من العمر، فقد ينتهي بالموت من نزلة برد بسيطة.

تعتبر المكسرات مصدر غني ورائع للزنك, كذلك اللحوم الحمراء والخضروات الورقية الداكنة, أما إن كنت ترغب في الحصول عليه كمكمل غذائي فقم بمراجعة الطبيب ليصفه لك على بيّنة تجنبا للتسمم.

ماذا عن الثوم والزبادي؟

شاع في مواقع التواصل الإجتماعي وتطبيقات الهاتف النقال رسائل تنصح بشدة تناول الزبادي والثوم، كعلاج لكورونا، وقد كانت تنال التأييد من البعض والسخرية من البعض الآخر، الحقيقة أن الزبادي والثوم لا يقتلان كورونا مباشرة، لكنهما يقويان المناعة بدرجة كبيرة تساعد على مواجهة هذا الفيروس العنيد، فمادة الأليسين الفعالة تساعد على محاربة العدوى والبكتريا، وبمرور الأسابيع تصبح أقل عرضة للإصابة بالبرد بنسبة 60% وأقل عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 30% وأقل عرضة لسرطان المعدة بنسبة 50%، فلم ننتظر حتى نصاب بالمرض، إبدأ منذ اليوم بإضافة مالا يقل عن فصين من الثوم إلى طعامك المطهي أو إلى الزبادي، لك حرية إختيار الطريقة التي تناسبك في تناول الثوم، ولا تنسى مضغ النعناع لتلطيف رائحة الفم بعد وجبة غنية بالثوم.

أما الذين سخروا من قدرات الثوم وفاعليته في دعم المناعة فإن جوجل سكولر سهلت عليهم المهمة لتلقي على ناظرهم كمية الأبحاث العالمية المنشورة في خصائص الثوم العلاجية. ننصحهم بتخصيص وقت قصير للبحث العلمي قبل أن يطلقو تصريحاتهم الساخرة.

أما الزبادي فهو الغذاء الرائع في إمداد الجسم بالبروبيوتيك وهي البكتريا التي تحافظ على الأمعاء من الجراثيم المسببة للأمراض وتقتل أنواع الجراثيم السيئة التي تستهلك مناعتك وطاقتك الصحية في التخلص منها، كما أن دراسة أجريت بجامعة فيينا بالنمسا أكدت أن جرعة 7 أوقيات من الزبادي كانت فعالة في تحفيز خلايا الدم البيضاء وقللت من مدة الإصابة بالأمراض بنسبة 33%, أن تصنع الزبادي في المنزل هو أكثر فعالية من شراءه جاهزا من السوق كما ينصح الدكتور جميل القدسي.

السلطة وتتبيلة السلطة:

لا يخفى على أحد أهمية تناول السلطات الغنية بالخضر بشكل يومي وبتنويع كبير في الخضر المستخدمة لصنع السلطة، وهذا يعطي فرصة لدخول أنواع اكبر من المعادن والفيتامينات المناعية للجسم، فضلا عن الكثير من المغذيات التي تضع توقيعها دائما على سلامة البشر

تبقى السلطة محدودة الفائدة مالم يصاحبها تتبيلة أو صوص صحي يضاعف من فعاليتها ويرفع قيمتها الغذائية إلى أقصى حد.

من المعروف أن تتبيلة السلطة تضاف لطبق السلطة من أجل إضافة النكهة الشهية على طبق السلطة، لكن أيضا هناك وظيفة صحية لتتبيلة السلطة إذا تمت صناعتها بطريقة أفضل

خليط زيت الزيتون والليمون يساعدان على دعم السلطة بالمزيد من المغذيات، الليمون يمد بالمزيد من فيتامين ج، ويقدم مجموعة جيدة من الفيتامينات ووسط مناسب لإمتصاص المعادن من الطعام والسلطة، فمن المعروف أن الكثير من المعادن مثل الحديد والزنك وحتى الكالسيوم يزيد امتصاصها في المعدة بوجود حامض الأسكوربيك المتواجد بالليمون، مما يعني صحة أفضل ومناعة أقوى.

يساعد زيت الزيتون على اذابة فيتامينات السلطة (أ،د،هـ،ك) في الوسط الملائم لتمثيله وإستفادة الجسم منه، كما يساعد زيت الزيتون على محاربة الدهون المشبعة وما ينتج عن زيادتها من خطورة على القلب والأوردة والشرايين، كل هذه الفوائد إلى جانب تقوية المناعة بالمشاركة مع خضار السلطة.

شاي البابونج والشاي الأخضر:

يعرف عن البابونج غناه بمركبات مهدئة ومرخية للأعصاب وكذلك مضادة للإلتهابات، فضلا عن البوليفينولات المضادة للأكسدة والتي تساعد على بقاء الأعضاء والخلايا شابة لأطول فترة ممكنة، وقد عرفنا سابقا أن المسنين وأصحاب المناعة الضعيفة والأمراض المزمنة، هم أكثر الناس عرضة للموت بفيروس كورونا، شاي البابونج بخصائصه المضادة للإلتهابات مع الشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة، خليط رائع للحفاظ على الشباب والصحة، كما أن استنشاق بخار البابونج له تأثير جيد على الرئة وعلاج نزلات البرد.

الوقت غير مناسب للرجيم العشوائي:

ومع ذلك حافظ على وزن صحي. توقف تماما عن الأنظمة الغذائية التي تذخر بها مواقع الإنترنت والمجلات، إن كنت تعاني من زيادة مفرطة في الوزن تهدد حياتك، فاحجز موعد لدى مختص التغذية ليساعدك بطريقة علمية مدروسة لا تقضي على سلامتك، وتناسب حالتك الصحية واسلوب حياتك.

هدم الخلايا الدهنية في الجسم عملية تتطلب الكثير من الطاقة والصحة والمغذيات السليمة، إستخدامك لأنظمة الرجيم العشوائية قد يحرم جسدك من الكم الكافي من الدهون الصحية اللازمة لإمتصاص وتمثيل المغذيات الهامة للمناعة، فضلا عن حرمانك من الكثير من البروتينات والفيتامينات والمعادن، مما يؤثر سلبا على وظائف المناعة في جسدك.

ساعد البروتينات على أداء وظيفتها:

يرتبط سوء التغذية بالبروتينات والطاقة مع تدهور كبير في المناعة وقدرت الخلايا المناعية على بلع الفيروسات والأجسام الغريبة وإفراز السيتوكينات التي تقضي على كل ما يطرأ على الجسم من مواد غريبة، تناول الأغذية البروتينية لا يكفي، فنحن بحاجة أيضا إلى الكربوهيدرات لنتيح للجسم فرصة أكبر للإستفادة من البروتين، وإلا فإنك ستستخدم البروتين كمنتج للطاقة بدلا عن بناء الخلايا المناعية وغيرها من الخلايا، المصادر الحيوانية للبروتين، هي المصادر الكاملة للأحماض الأمينية، الإعتماد على البروتين النباتي بشكل عشوائي قد يسبب لك خسارة عظيمة في مناعتك وصحتك العامة، فإن كنت ترغب في الحصول على البروتين من المصادر النباتية تأكد من أنها مكتملة الأحماض الأمينية، ولذلك فأنت بحاجة إلى أخصائي تغذية ليقدم لك الطريقة المناسبة لخلط البروتينات النباتية حتى تكون ذات أثر مشابه لتأثير البروتين ذو المصدر الحيواني.

تتواجد البروتينات الحيوانية في البيض واللحوم الحمراء والدواجن والأسماك ومشتقات الألبان, أما البروتينات النباتية فتتواجد في البقول والمكسرات والحبوب لكنها تبقى بروتينات ناقصة لا تكتمل إلا بخلطها بطرق علمية مدروسة

فيتامين أ الشامل

يساعد فيتامين أ بما في ذلك مولدات الفيتامين من الكاروتينات على دعم خلايا الجلد المناعية والجهاز الهضمي والرئتين بتشكيل الطبقة التي تفصلها عن البيئة الخارجية, كما يساعد على إفراز السوائل المخاطية الواقية في الجهاز الهضمي.

يتواجد فيتامين أ في منتجات الألبان المدعمة بالفيتامين، كما يتواجد في أكباد الحيوانات والدواجن وزيت كبد حوت القد وصفار البيض، أما مولدات فيتامين أ من الكاروتينات فهي متواجدة بوفرة في الخضرة والفاكهة ذات اللون البرتقالي والأصفر والأخضر الداكن، كالجزر والباطاطا الحلوة والخضروات الورقية الداكنة الخضار.

هل تتناول العسل؟

حتى لو كنا لا نعلم كم عدد الأمراض التي يمكن للعسل أن يساعد على الشفاء منها، لكن ومن تجربة شخصية وبرغم أن التجربة الشخصية لا تجر إلى نتائج علمية، إلا أن العسل كثيرا ما ساعدني مع شراب الزنجبيل الساخن على تخفيف اعراض الإحتقان، وكذلك أطفالي يسرع من شفاءهم تناول ملعقة عسل بشكل متكرر في اليوم. وأنا على يقين بأن معظم الناس لهم تجارب إيجابية مع العسل في علاج الإحتقان ونزلات البرد وتقوية المناعة.

أما ما تقوله الأبحاث العلمية في العسل هو قدرته الخارقة على شفاء الجروح والحروق الملتهبة ووقايتها من التعفن بسبب خاصيته في سحب الماء المتاح لتغذية الجراثيم لتبقى الجروح نظيفة وتسرع من شفاءها, كما أن هناك تجربة مبشرة بصناعة عقاقير دوائية من العسل لقتل البكتريا المسببة لإلتهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

احذر من اعطاء العسل لطفل عمره أقل من سنة، كون جهازه الهضمي لم ينضج بشكل كافي لهضم العسل, فقد يسبب لبعض الأطفال التسمم المؤدي إلى الموت

تذكر شرب لترين من الماء, وكوب زيادة مع كل كوب من القهوة أو الشاي, فهذه طريقة وإن كانت قديمة لكنها فعالة حقا في تنقية الدم والجسم من الفضلات الضارة والتي تستهلك مناعة الجسم

الرياضة وخصوصا المشي، هي أكثر ما نحتاجه هذه الأيام لتقوية مناعتنا، إدخال المزيد من الأطعمة إلى أمعائنا لا يكفي أبدا لتقوية المناعة، فللرياضة سحر يخلب الألباب لا يعرفه سوى الرياضيون في تحسين الصحة العامة والمزاج بل حتى الشكل والقوام. والمبالغة ترهق المناعة وتسبب نتائج عكسية فالتدرج مهم!

هذا ليس كل شيء فالمناعة علم لا ينتهي، ومع المزيد من مقويات المناعة في مقال آخر إن شاء الله